للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْقَادِرِ , قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ عَشْرَ آيَاتٍ مَنْ أَقَامَهُنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ. ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْنَا {قَدْ أفلح المؤمنون} حتى ختم العشر.

وأخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي , أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ , أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُسْلِمٍ , حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ , أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ , أَخْبَرَنَا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ , عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ , عَنْ أَبِي نَضْرَةَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى بَنَى جَنَّاتِ عَدْنٍ بِيَدِهِ وَبَنَاهَا لَبِنَةً مِنْ ذَهَبٍ وَلَبِنَةً مِنْ فِضَّةٍ , وَجَعَلَ مِلاطَهَا الْمِسْكَ وَتُرَابَهَا الزَّعْفَرَانَ وَحَصَاهَا اللُّؤْلُؤَ ثُمَّ قَالَ: تَكَلَّمِي. فَقَالَتْ: {قد أفلح المؤمنون} .

وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: أَصْلُ الْفَلاحِ: الْبَقَاءُ فَالْمُفْلِحُونَ الْفَائِزُونَ بِبَقَاءِ الأَبَدِ. وَقَرَأَ أُبَيُّ بْنُ كعب وعكرمة بضم الألف والمعنى اصبروا إِلَى الْفَلاحِ.

لَقَدْ رَبِحَ الْقَوْمُ وَأَنْتَ نَائِمٌ , وَخِبْتَ وَرَجَعُوا بِالْغَنَائِمِ , أَنْتَ بِاللَّيْلِ رَاقِدٌ وَبِالنَّهَارِ , هَائِمٌ , وَغَايَةُ مَا تَشْتَهِي مُشَارَكَةُ الْبَهَائِمِ , نَظَرُوا فِي عَوَاقِبِ الأُمُورِ فَقَبَرُوا أَنْفُسَهْمُ قَبْلَ الْقُبُورِ , وَخَرَجُوا مِنْ ظَلامِ الشُّبْهَةِ إِلَى أَجْلَى نُورٍ , فَمَا اسْتَفَزَّهُمْ فَانٍ وَلا أَذَلَّهُمْ غُرُورٌ، عَرَضُوا عَلَى النُّفُوسِ ذِكْرَ الْعَرْضِ فَاعْتَرَضَهَا الْقَلَقُ، وَصَوَّرُوا إِحْرَاقَ الصُّوَرِ فَأَحْرَقَهُمُ الْفَرَقُ , وَتَفَكَّرُوا فِي نَشْرِ الصَّحَائِفِ فَأَزْعَجَهُمُ الأَرَقُ , وَتَذَكَّرُوا محمدة الْمَخَاوِفِ فَسَالَتِ الْحِدَقُ , أَطَارَ خَوْفُ النَّارِ نَوْمَهُمْ , وَأَطَالَ ذِكْرُ الْعَطَشِ الأَكْبَرِ صَوْمَهُمْ , وَهَوَّنَ فِكْرُهُمْ فِي الْعِتَابِ نَصَبَهُمْ , وَنَصَبَهُمْ عَلَى الأَقْدَامِ ذِكْرُ الْقِيَامِ وَأَنْصَبَهُمْ , أَمَّا الأَجْسَادُ فَالْخَوْفُ قَدْ أَنْحَلَهَا , وَأَمَّا الْعُقُولُ فَالْحَذَرُ قَدْ أَذْهَلَهَا , وَأَمَّا الْقُلُوبُ فَالْفِكْرُ قَدْ شَغَلَهَا , وَأَمَّا الدُّمُوعُ فَالإِشْفَاقُ قَدْ أَرْسَلَهَا , وَأَمَّا الأَكُفُّ فَقَدْ كَفَّتْ عَمَّا لَيْسَ لَهَا , وَأَمَّا الأَعْمَالُ فَقَدْ وَاللَّهِ قَبِلَهَا , حَوَانِيتُهُمُ الْخَلَوَاتُ وَبَضَائِعُهُمُ الصَّلَوَاتُ , وَأَرْبَاحُهُمُ الْجَنَّاتُ , وَأَزْوَاجُهُمُ الْحَسَنَاتُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>