للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسحاق بن إبراهيم؛ حدثنا علي ابن إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابن عباس: {كزرع} قال: الزرع محمد. {أخرج شطأه} أبو بكر {فآزره} بعمر {فاستغلظ} بعثمان {فاستوى على سوقه} بعلي " يعجب الزراع} قال: المؤمنون

{ليغيظ بهم الكفار} قَالَ: يَقُولُ عُمَرُ لأَهْلِ مَكَّةَ: لا يُعْبَدُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَعْدَ يَوْمِنَا هَذَا سِرًّا.

قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: مَنْ أَصْبَحَ وَفِي قَلْبِهِ غَيْظٌ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآيَةُ.

وَاعْلَمْ أَنَّ فَضَائِلَ الصَّحَابَةِ عَلَى جَمِيعِ صَحَابَةِ الأَنْبِيَاءِ ظَاهِرَةٌ وَكَانَ لِسَبْقِهِمْ سَبَبَانِ:

أَحَدُهُمَا: خُلُوصُ الْبَوَاطِنِ مِنَ الشَّكِّ بِقُوَّةِ الْيَقِينِ. وَإِلَى هَذَا أَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا سَبَقَكُمْ أَبُو بَكْرٍ بِكَثِيرِ صَوْمٍ وَلا صَلاةٍ وَلَكِنْ بِشَيْءٍ وَقَرَ فِي صَدْرِهِ ".

وَالثَّانِي: بَذْلُ النُّفُوسِ لِلْمُجَاهَدَةِ وَالاجْتِهَادِ.

وَقَدْ عُلِمَ مَا جَرَى لِمُوسَى مَعَ أَصْحَابِهِ وَعُلِمَ صَبْرُ صَحَابَتِنَا.

وَلَمَّا اسْتَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ يَوْمَ بَدْرٍ قَالَ الْمِقْدَادُ: وَاللَّهِ لَوْ ضَرَبْتَ بُطُونَهَا حَتَّى تَبْلُغَ بَرْكَ الْغِمَادِ لَتَابَعْنَاكَ، وَلا نَقُولُ كَمَا قَالَ قَوْمُ موسى: {اذهب أنت وربك فقاتلا} .

وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ يَوْمَ أُحُدٍ يَقُولُ: نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ. وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ زَوْجُ امْرَأَةٍ وَأَبُوهَا وَابْنُهَا وَأَخُوهَا فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لا أُبَالِي إِذْ سَلِمْتَ مِنْ عَطَبٍ!

قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ خَيْرَ قُلُوبِ

<<  <  ج: ص:  >  >>