قَالَ: فَكُنَّا بَعْدَ ذَلِكَ نَقْعُدُ
مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا بَلَغَنَا السَّاعَةُ الَّتِي كَانَ يَقُومُ فِيهَا قُمْنَا وَتَرَكْنَاهُ وَإِلا صَبَرَ إِذَا حَتَّى نَقُومَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: {يدعون ربهم} الْمُرَادُ بِهَذَا الدُّعَاءِ خَمْسَةُ أَقْوَالٍ: أَحَدُهَا: أَنَّهُ الصَّلاةُ الْمَكْتُوبَةُ. قَالَهُ ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ عَبَّاسٍ. وَالثَّانِي: ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَهُ النَّخَعِيُّ.
وَالثَّالِثُ: عِبَادَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَهُ الضَّحَّاكُ. وَالرَّابِعُ: تَعَلُّمُ الْقُرْآنِ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً. قَالَهُ أَبُو جَعْفَرٍ. وَالْخَامِسُ: دُعَاءُ اللَّهِ بِالتَّوْحِيدِ وَالإِخْلاصِ وَعِبَادَتُهُ. قاله الزجاج.
قوله تعالى: {يريدون وجهه} أي يريدونه بِأَعْمَالِهِمْ.
كَانُوا يَصْبِرُونَ عَلَى الْمَجَاعَةِ، وَيُخْلِصُونَ الطَّاعَةَ، وَلا يُضَيِّعُونَ سَاعَةً، فَيَا فَخْرَهُمْ إِذَا قَامَتِ السَّاعَةُ.
أَخْبَرَنَا السِّجْزِيُّ، أَخْبَرَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ، أَنْبَأَنَا السَّرَخْسِيُّ، حَدَّثَنَا الْفَرَبْرِيُّ، حَدَّثَنَا الْبُخَارِيُّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ سَبْعِينَ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ عَلَيْهِ رِدَاءٌ إِمَّا إِزَارٌ وَإِمَّا كِسَاءٌ قَدْ رَبَطُوا فِي أَعْنَاقِهِمْ فَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ نِصْفَ السَّاقَيْنِ وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ الْكَعْبَيْنِ فَيَجْمَعُهُ بِيَدِهِ كَرَاهِيَةَ أَنْ تُرَى عَوْرَتُهُ.
انْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ الْبُخَارِيُّ.
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: إِنْ كُنَّا لَنَفْرَحُ بِيَوْمِ الجمعة، كانت لنا عجوز تأخذ أصول السَّلْقِ فَتَجْعَلُهُ فِي قِدْرٍ لَهَا وَتَجْعَلُ فِيهِ حَبَّاتٍ مِنْ شَعِيرٍ، إِذَا صَلَّيْنَا زُرْنَاهَا فَقَرَّبَتْهُ إِلَيْنَا.
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَنَا طَعَامٌ إِلا وَرَقُ الْحُبْلَةِ وَهَذَا السَّمُرُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute