اسْمُ ابْنِ الزَّبْعَرَى: عَبْدُ اللَّهِ كَانَ يَهْجُو أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [والزيعرى] بِفَتْحِ الْبَاءِ.
قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: وَإِنَّمَا أَرَادَ بِقَوْلِهِ {وما تعبدون} الأَصْنَامُ، لأَنَّهُ لَوْ أَرَادَ الْمَلائِكَةَ وَالنَّاسَ [لَقَالَ] وَمَنْ.
وَالْحُسْنَى عِنْدَ الْعَرَبِ: كَلِمَةٌ تُوقِعُ كُلَّ مَحْبُوبٍ وَمَطْلُوبٍ، قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
(فَصِرْنَا إِلَى الْحُسْنَى وَرَقَّ كَلامُنَا ... وَرُضْتُ فَذَلَّتْ صَعْبَةٌ أَيَّ إذلال)
وقوله تعالى: {أولئك عنها} أي عن جهنم " مبعدون " وَالْبُعْدُ طُولُ الْمَسَافَةِ، وَالْحَسِيسُ: الصَّوْتُ تَسْمَعُهُ مِنَ الشَّيْءِ إِذَا مَرَّ قَرِيبًا مِنْكَ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لا يَسْمَعُ أَهْلُ الْجَنَّةِ حَسِيسَ أَهْلِ النَّارِ إِذَا نَزَلُوا مَنَازِلَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ {وَهُمْ فيما اشتهت أنفسهم خالدون} .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بِسَنَدِهِ إِلَى عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَوْمًا يُحَدِّثُ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَقَالَ: إِنَّ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ فِي الزَّرْعِ فقال له: أو لست فِيمَا شِئْتَ؟ قَالَ: بَلَى وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ. فَأَسْرَعَ وَبَذَرَ فَبَادَرَ الطَّرْفَ نَبَاتُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ واستحصاده، فيقول الله عز وجل: دونك يا بن آدَمَ لا يُشْبِعُكَ شَيْءٌ. فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لا نَجِدُ هَذا إِلا قُرَشِيًّا أَوْ أَنْصَارِيًّا فَإِنَّهُمْ أَصْحَابُ زَرْعٍ فَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا بِأَصْحَابِ زَرْعٍ. فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
انْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ الْبُخَارِيُّ.
قَوْلُهُ تعالى " لا يحزنهم الفزع الأكبر " فِيهِ أَرْبَعَةُ أَقْوَالٍ: أَحَدُهَا: أَنَّهُ النَّفْخَةُ الأَخِيرَةُ رَوَاهُ الْعَوْفِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَالثَّانِي: أَنَّهَا إِطْبَاقُ النَّارِ عَلَى أَهْلِهَا. رَوَاهُ ابْنُ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute