للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِطَرْفِهِ إِلَى مَا بَيْنَ يَدَيْهِ.

وَقَالَ الزَّجَّاجُ: رَافِعِي رُءُوسِهِمْ مُلْتَصِقَةٍ بِأَعْنَاقِهِمْ.

وَالثَّانِي: نَاكِسِي رُءُوسِهِمْ. قَالَهُ الْمُؤَرِّجُ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: {لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طرفهم} والمعنى: أن نظرهم إلى شيء واحد. قال الْحَسَنُ: وُجُوهُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى السَّمَاءِ لا يَنْظُرُ أَحَدٌ إِلَى أَحَدٍ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: {وأفئدتهم هواء} فِي مَعْنَى الْكَلامِ قَوْلانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ الْقُلُوبَ خَرَجَتْ مِنْ مَوَاضِعِهَا , فَصَارَتْ فِي الْحَنَاجِرِ. رَوَاهُ عَطَاءٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَقَالَ قَتَادَةُ:

خَرَجَتْ مِنْ صُدُورِهِمْ فَنَشَبَتْ فِي حُلُوقِهِمْ {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} . أي ليس فيها شَيْءٌ.

وَالثَّانِي: أَنَّ أَفْئِدَتَهُمْ مُتَجَوِّفَةٌ لا تُغْنِي شَيْئًا مِنَ الْخَوْفِ. قَالَهُ الزَّجَّاجُ.

وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَفْئِدَتُهُمْ جَوْفٌ لا عُقُولَ لَهَا. وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: مُتَجَوِّفَةٌ مِنَ الْخَوْفِ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: {وأنذر الناس} أي خوفهم {يوم يأتيهم العذاب} يَعْنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ {فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أخرنا إلى أجل قريب} أَيْ أَمْهِلْنَا مُدَّةً يَسِيرَةً.

قَالَ مُقَاتِلٌ: سَأَلُوا الرجوع إلى الدنيا {نجب دعوتك} يَعْنُونَ التَّوْحِيدَ.

فَقَالَ لَهُمْ: {أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ من قبل} . أَيْ حَلَفْتُمْ بِالدُّنْيَا أَنَّكُمْ لا تُبْعَثُونَ.

{وَسَكَنْتُمْ في مساكن الذين ظلموا أنفسهم} أَيْ نَزَلْتُمْ فِي أَمَاكِنِهِمْ وَقُرَاهُمْ , كَالْحِجْرِ وَمَدْيَنَ وَغَيْرِهِمَا مِنَ الْقُرَى الَّتِي عُرِفَتْ. وَمَعْنَى ظَلَمُوا أنفسهم: ضَرُّوهَا بِالْكُفْرِ وَالْمَعْصِيَةِ {وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بهم} أي حربناهم] . وَكَانَ يَنْبَغِي لَكُمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>