للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[البخاري يدعو على من ظلمه]

قال الحاكم: سمعت محمد بن عباس الضَّبِّيَّ يقول: سمعت أبا بكر بن أبي عمرو الحافظ البخاري يقول: كان سبب منافرة أبي عبد الله أن خالد بن أحمد الذهلي (١) الأمير خليفة الطاهرية ببخارى سأله أن يحضر منزله فيقرأ (الجامع) و (التاريخ) على أولاده لا يحضره غيرهم، فامتنع وقال: لا أخصُّ أحدًا. فاستعان الأمير بحريث بن أبي الورقاء وغيره حتى تكلموا في مذهبه ونفاه من البلد، فدعا عليهم، فلم يأت إلا شهر حتى ورد أمر الطاهرية بأن ينادي على خالد في البلد، فنودي عليه على أتان.

وأما حريث فإنه ابتلي بأهله، فرأى فيها ما يجلّ عن الوصف، وأما فلان فابتلي بأولاده وأراه الله فيهم البلايا (٢). قلت - والكلام للذهبي: خالد بن أحمد الأمير. قال الحاكم: له ببخارى آثار محمودة كلها إلا موجدته على البخاري؛ فإنها زلة وسبب لزوال ملكه (٣).

* * *


(١) خالد بن أحمد بن الهيثم بن الذهلي: أمير خراسان فيما وراء النهر، له ببخارى آثار محمودة، أقدم إليها المحدثين وأكرمهم، وطلب أن يأتي أبو عبد الله البخاري إلى داره ليسمع أولاده الصحيح فامتنع من المجيء إليه، فأخرجه من بغداد، ثم إنه في آخر أمره خرج على آل طاهر ومال إلى يعقوب بن الليث بن الصفار الذي خرج بسجستان، ثم إنه حجَّ سنة تسع وستين ومئتين فقبض عليه وسجن ببغداد، فهلك في السجن هذا العام، توفي سنة سبعين ومئتين. [تاريخ الإسلام للذهبي، حوادث سنة (٢٦١ - ٢٨٠هـ)، ص٨٣ - ٨٤].
(٢) سير أعلام النبلاء للذهبي ١٢/ ٤٦٤ - ٤٦٥.
(٣) المرجع السابق ص٤٦٦.

<<  <   >  >>