للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والدعاء والتضرع بدمشق لا يعبر عنه ووضعوا المصحف العثماني في صحن الجامع، وكان قسيس العدو قال: وعدني المسيح بأخذ دمشق فحفوا به وركب حماره وفي يده الصليب فشد عليه الدماشقة فقتلوه وقتلوا حماره، وجاءت النجدات وانهزم الفرنج (١).

* * *

[دعاء القاضي الفاضل]

قال الذهبي - رحمه الله تعالى -: حكى القاضي ضياء الدين ابن الشهرزوري أن القاضي الفاضل (٢) لما سمع أن العادل (٣) أخذ


(١) سير أعلام النبلاء للذهبي ٢٠/ ٤٠٥.
(٢) العلامة البليغ محيي الدين عبد الرحيم بن علي اللخمي: الكاتب صاحب ديوان الإنشاء الصلاحي، ولد سنة تسع وعشرين وخمس مائة انتهت إليه براعة الترسل وبلاغة الإنشاء وله في ذلك الفن اليد البيضاء والمعاني المبتكرة والباع الأطول لا يدرك شأوه ولا يشق غباره مع الكثرة، قال العماد: قضى سعيدًا ولم يبق عملاً صالحًا إلا قدمه ولا عقد بر إلا أبرمه، وكان للحقوق قاضيًا وفي الحقائق ماضيًا والسلطان له مطيع، ما افتتح الأقاليم إلا بأقاليد آرائه ومقاليد غناه، وغنائه وكانت كتابته كتائب النصر وبراعته رائعة الدهر وبراعته بارية للبر وعبارته نافثة في عقد السحر، توفي سنة ست وتسعين وخمس مئة. [السير للذهبي (٢١/ ٣٣٨ - ٣٤٤)].
(٣) سيف الدين أبو الملوك وأخو الملوك محمد بن الأمير نجم الدين أيوب بن شاذي الدويني الأصل التكريتي: كان أصغر من أخيه صلاح الدين بعامين. وكان ذا عقل ودهاء وشجاعة وتؤدة وخبرة بالأمور، احتيل على الفتك به مرات ويسلمه الله وكان شديد الملازمة لخدمة أخيه صلاح الدين وما زال يتحيل حتى أعطاه العزيز دمشق، فكانت السبب في أن تملك البلاد ثم جرت أمور يطول شرحها وقتال على الملك ولو كان ذلك التعب والحرب جهادًا للفرنج لأفلح. توفي سنة خمس عشرة وست مائة [السير للذهبي (٢٢/ ١١٥ - ١٢٠)].

<<  <   >  >>