للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من جميع البلاء وشكر العافية» (١).

* * *

[قد كشف الله - تعالى - عني ما أجد]

قال مطرف بن مصعب: دخلت على المنصور فرأيته مغمومًا حزينًا قد امتنع من الكلام لفقد بعض أحبته، فقال لي: يا مطرف، ركبني من الهم ما لا يكشفه إلا الله الذي ابتلاني به؛ فهل من دعاء أدعو الله به عساه يكشف عني؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، حدثني محمد بن ثابت عن عمرو بن ثابت البصري قال: دَخَلَتْ في أُذن رجل من أهل البصرة بعوضة حتى وصلت إلى صماخيه فأنصبته وأسهرت ليله ونهاره، فقال رجل من أصحاب السجن: ادعُ بدعاء العلاء بن الحضرمي صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي دعا به في المفازة وفي البحر وخلَّصه الله - سبحانه. قال: وما هو - يرحمك الله؟ قلت: بعث العلاء بن الحضرمي إلى البحرين فسلكوا مفازةً وعطشوا عطشًا شديدًا حتى خشوا الهلاك، فنزل فصلى ركعتين ثم قال: يا عليم يا حليم يا علي يا عظيم اسقنا.

قال: فإذا نحن بسحابة كأنها جناح طائر قعقعت علينا ومطرنا، حتى ملأنا كل إناء وسقاء، ثم انطلقنا حتى أتينا على خليج من


(١) انظر: الفرج بعد الشدة للحافظ ابن أبي الدنيا ص٩٩ - ١٠١ وسير أعلام النبلاء للذهبي ٦/ ٢٦٦ - ٢٦٨.

<<  <   >  >>