للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البحر ما خيض قبل ذلك اليوم ولا خيض بعده، فلم نجد سفنًا فصلى ركعتين ثم قال: يا حليم يا عليم يا علي يا عظيم أجزنا. ثم أخذ بعنان فرسه ثم قال: جوزوا باسم الله. قال أبو هريرة: فمشينا على الماء، والله ما بللنا قدمًا ولا خفًّا ولا حافرًا، وكان الجيش أربعة آلاف فارس، قال: فدعا الرجل بها فما برحنا حتى خرجت من أذنه لها طنين حتى صكت الحائط وبرئ. قال: فاستقبل المنصور القبلة ودعا بهذا الدعاء ساعةً ثم انصرف بوجهه إليَّ، وقال: يا مطرف قد كشف الله عني ما كنت أجد من الهمَّ. ودعا بالطعام فأجلسني فأكلت معه (١).

* * *

[دعا له بالبركة]

عن إسماعيل يقول: أنبأنا إسماعيل بن حماد (٢) بن أبي حنيفة النعمان (٣) بن ثابت بن المرزبان من أبناء فارس الأحرار، والله ما


(١) انظر: الدعاء المأثور وآدابه للإمام أبي بكر الطرطوشي ص، ٤١ - ٤٢.
(٢) حماد بن أبي حنيفة الفقيه: كان ذا علم ودين وصلاح وورع تام؛ لما توفي والده كان عنده ودائع كثيرة وأهلها غائبون، فنقلها حماد إلى الحاكم ليستلمها، فقال: بل دعها عندك، فإنك أهل. فقال: زنها واقبضها حتى تبرأ منها ذمة الوالد ثم افعل ما ترى. ففعل القاضي ذلك وبقي في وزنها وحسابها أيامًا، واستتر حماد فما ظهر حتى أودعها القاضي عند أمين، توفي سنة ست وسبعين ومئة كهلاً. [السِّير للذهبي ٦/ ٤٠٦].
(٣) أبو حنيفة النعمان الكوفي: مولى بني تيم الله بن ثعلبة الإمام فقيه الملة عالم العراق، ولد سنة ثمانين وعني بطلب الآثار وارتحل في ذلك، وأما الفقه والتدقيق في الرأي وغوامضه فإليه المنتهى، والناس عليه عيال في ذلك؛ عن أسد بن عمرو أن أبا حنيفة - رحمه الله تعالى - صلى العشاء والصبح بوضوء أربعين سنة، وروى نوح الجامع من غير وجه أن الإمام أبا حنيفة ضُرب غير مرة على أن يلي القضاء فلم يجب. قلت - والكلام للذهبي: الإمامة في الفقه ودقائقه مسلَّمة إلى هذا الإمام. وهذا أمر لا شك فيه، وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل، توفي شهيدًا مسقيًا في سنة خمسين ومئة. [السير للذهبي ٦/ ٣٩٠ - ٤٠٣].

<<  <   >  >>