للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[أعمى يدعو الله - تعالى - فيبصر]

حكي عن الليث بن سعد (١) أنه قال: رأيت عقبة بن نافع ضريرًا ثم رأيته بصيرًا فقلت له: بم رد الله عليك بصرك؟ فقال: أتيت في المنام فقيل لي: قل يا قريب يا مجيب، يا سميع الدعاء يا لطيف لما يشاء، ردَّ عليَّ بصري. فقلتها فردَّ الله عليَّ بصري (٢).

* * *


(١) الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي: ولد سنة أربع وتسعين، وكان - رحمه الله - فقيه مصر ومحتشمها ورئيسها ومن يفتخر بوجوده الإقليم، بحيث إن متولي مصر وقاضيها وناظرها من تحت أوامره ويرجعون إلى رأيه ومشورته، أعطى ابن لهيعة ألف دينار وأعطى مالكًا ألف دينار وأعطى منصور بن عمار الواعظ ألف دينار وجارية تسوى ثلاث مائة دينار؛ عن شعيب بن الليث قال: خرجت حاجًّا مع أبي فقدم المدينة فبعث إليه مالك بن أنس بطبق رطب قال: فجعل على الطبق ألف دينار وردَّه إليه. مات سنة خمس وسبعين ومئة. [السير للذهبي (٨/ ١٣٦ - ١٦٣)].
(٢) الدعاء المأثور وآدابه، للحافظ أبي بكر الطرطوشي. ص٤٠ - ٤١.
* إشكال: ذكر أبو بكر الطرطوشي - رحمه الله تعالى - ما حكي عن الليث بن سعد أنه رأى عقبة بن نافع - رحمهما الله تعالى، وقد ذكر الإمام الذهبي - رحمه الله تعالى - وفاة عقبة في السِّير عن ابن يونس أنه قتل سنة ثلاث وستين، وقال في [تاريخ الإسلام]: (قتله البربر بهوذة من أرض المغرب سنة ثلاث وستين). [تاريخ الإسلام حوادث ووفيات، سنة ٦١ - ٨٠ هـ، ص١٨١]. وقال في [السير] في ترجمة الليث - رحمه الله تعالى: مولده بقرقشندة - قرية من أسفل عمال مصر - في سنة أربع وتسعين، مات سنة خمس وسبعين ومئة.
* وقال في [تاريخ الإسلام]: (الليث بن سعد الفهمي ولد سنة أربع وتسعين، ومات سنة خمس وسبعين ومئة). [تاريخ الإسلام حوادث ووفيات، سنة ١٧١ - ١٨٠هـ، ص٣٠٢ - ٣١٥]؛ فلا يكون الليث رأى عقبة بن نافع؛ لأن عقبة مات قبل ولادة الليث بإحدى وثلاثين سنة، إلا أن يكون آخر؛ فالعلم عند الله تعالى.

<<  <   >  >>