كتاب من عجائب الدعاء - الجزء الثاني

دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - على قريش - ص: 23

[دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - على قريش]

عن عبد الله - رضي الله تعالى عنه - قال: إن قريشًا لما أبطؤوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - بالإسلام قال: «اللهم اكفنيهم بسبع كسبع يوسف» فأصابتهم سنة حصَّت كل شيء حتى أكلوا العظام، حتى جعل الرجل ينظر في السماء فيرى بينه وبينها مثل الدخان، قال الله: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: ١٠] قال الله تعالى: {إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} [الدخان: ١٥] أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة؟ وقد مضى الدخان ومضت البطشة (١).

* * *

[دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - للمدينة]

عن عائشة رضي الله عنها (٢) أنها قالت: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

---

(١) رواه البخاري: رقم الحديث (٤٦٩٣) ص٣٩٠.
(٢) عائشة: أم المؤمنين بنت الصديق أبي بكر القرشية، نشهد أنها زوجة نبينا في الدنيا والآخرة فهل فوق ذلك مفخر، وإن كان للصديقة خديجة شأو لا يحلق وأنا (والكلام للذهبي) واقف في أيتهما أفضل. نعم جزمتُ بأفضلية خديجة عليها لأمور ليس هذا موضعها. سأل عمرو بن العاص - رضي الله عنه - النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟ قال: «عائشة» قال: فمن الرجال؟ قال: «أبوها» عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام» وعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: ما أشكل علينا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - حديثٌ قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علمًا. توفيت سنة سبع وخمسين ودفنت بالبقيع - رضي الله تعالى عنها -[السير للذهبي (٢/ ١٣٥ - ٢٠١)].