للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المدينة وعك أبو بكر وبلال (١) قالت: فدخلت عليهما فقلت: يا أبت كيف تجدك؟ ويا بلال كيف تجدك؟ قالت: وكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:

كُلُّ امرئ مُصَبَّحٌ في أهله ... والموتُ أدنى من شراك نعله

وكان بلال إذا أقلعت عنه يرفع عقيرته يقول:

ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلةً ... بواد وحولي إذخر وجليلُ؟

وهل أردَنَّ يومًا مياه مجنَّة ... وهل يبدونَّ لي شامةٌ وطفيلُ

قالت عائشة: فجئت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فقال: «اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، وصححها وبارك في مُدها وصاعها، وانقل حُمَّاها فاجعلها بالجُحْفَة» (٢).

* * *


(١) بلال بن رباح رضي الله عنه: مؤذن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مولى أبي بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه - وأمه حمامة، وهو من السابقين الذين عذبوا في الله - تعالى - شهد له النبي - صلى الله عليه وسلم - على التعيين بالجنة، قال عمر: أبو بكر سيدنا أعتق بلالاً سيدنا. قال سعيد بن عبد العزيز: لما احتضر بلال قال: غدًا نلقى الأحبة محمدًا وحزبه قال: تقول امرأته: واويلاه فقال: وافرحاه. توفى سنة عشرين بدمشق [السير للذهبي (١/ ٣٤٧ - ٣٦٠)].
(٢) رواه البخاري: رقم الحديث (٥٦٥٤) ص٤٨٤.

<<  <   >  >>