للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[اللهم بارك في شعره]

قال الواقدي: حدثني يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن أمه عن أبيه قال: قال أبو قتادة - رضي الله عنه - (١): إني لأغسل رأسي قد غسلت أحد شقيه، إذ سمعت فرسي جروة تصهل وتحث بحافرها فقلت: هذه حرب قد حضرت، فقمت ولم أغسل شق رأسي الآخر فركبت وعلي بردة، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصيح: «الفَزَعَ الفَزَعَ» قال: فأدرك المقداد (٢) فسايرته ساعة ثم تقدمه فرسي وكان أجود من فرسه، وأخبرني المقدام بقتل مسعدة محرزًا - يعني ابن نضلة - فقلت للمقداد: إما أن أموت أو أقتل قاتل محرز. فضرب فرسه فلحقه أبو قتادة فوقف له مسعدة فنزل أبو قتادة فقتله وجنب فرسه معه قال: فلما مر الناس تلاحقوا ونظروا إلى بردي


(١) أبو قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري: فارس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن سلمة بن الأكوع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «خير فرساننا أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة بن الأكوع». وعن أبي قتادة قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره إذ تأخر عن الراحلة فدعمته بيدي حتى استيقظ فقال: «اللهم احفظ أبي قتادة كما حفظني منذ الليلة، ما أرانا إلا قد شققنا عليك» مات سنة سبع أربع وخمسين [السير للذهبي (٢/ ٤٤٩ - ٤٥٦)].
(٢) المقداد بن عمرو الكندي: ويقال له المقداد بن الأسود لأنه رُبي في حجر الأسود بن عبد يغوث فتبناه. قال - رضي الله عنه -: استعملني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عمل فلما رجعت قال: «كيف وجدت الإمارة؟» قلت: يا رسول الله ما ظننت إلا الناس كلهم خَوَلٌ لي والله لا ألي على عمل ما دمتُ حيًا، وعن كريمة بنت المقداد أن المقداد أوصى للحسن والحسين بستة وثلاثين ألفًا، ولأمهات المؤمنين لكل واحدة بسبعة آلاف درهم، مات في سنة ثلاث وثلاثين وقبره بالبقيع [السير للذهبي (١/ ٣٨٥ - ٣٨٩)].

<<  <   >  >>