كانت الأم كثيرًا ما تدعو لابنها الذي تظهر عليه بعض المظاهر السيئة، وفي يوم من الأيام وقفت بنفسها على بعض تصرفاته، فقامت آخر الليل ودعت له وأكثرت التضرع والالتجاء إلى الله - تعالى -، بأن يصلح فلذة كبدها الذي ترجو أن ينفعها في الحياة وبعد الممات، وارتفع صوت المؤذن لصلاة الفجر ينادي (الصلاة خير من النوم) وفجأة سمعت صوت أقدام تنزل من أعلى البيت واقترب الصوت شيئًا فشيئًا ثم دخل عليها في غرفتها، فرفعت رأسها وذهب لصلاة الفجر، والأم تتابعه بنظراتها وقد اغرورقت عيناها بالدمع، واستمر بعدها على الطاعة نسأل الله - تعالى - الثبات للجميع.
* * *
[ثلاث وظائف]
كتب كاتب في مجلة الدعوة قصة أم سعد - رحمها الله تعالى - وفيها ( ... ومن المواقف التي أذكرها لها أنها تخرجت إحدى بناتها من الكلية، ولم تتعين وأحست بتأثر ابنتها لعدم التعيين، فقامت ليلتها تلك تدعو الله - تعالى - وترجوه ... فلما أصبح الصباح اتصلت بالديوان، فوجدت ثلاث وظائف شاغرة ووجدت أن ابنتها من المرشحات فحمدت الله - تعالى - وشكرته)(١).
(١) بتصرف من مجلة الدعوة العدد ١٨٦٦ تاريخ ٢٥ شعبان ١٤٢٣هـ.