للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهي ترمى بالخشب من مداها، ثم التفت إلى أصحابه وقال: هل تفقدون من متاعكم شيئًا حتى أدعو الله - عز وجل - فيه؟ فقال بعضهم: فقدت مخلاة. فقال: اتبعني. فاتَّبعه فوجدها قد تعلقت بشيء فأخذها (١).

* * *

[دعاء ابن عمر على زياد]

قال ابن شوذب: بلغ ابن عمر أن زيادًا (٢) كتب إلى معاوية (٣):


(١) الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - ص٣١٢.
(٢) زياد بن أبيه: وهو زياد بن عبيد الثقفي، وهو زياد بن سمية وهي أمه؛ كانت مولاة للحارث بن كلده الثقفي طبيب العرب، ولد عام الهجرة وأسلم زمن الصديق - رضي الله عنه، وهو أخو أبي بكرة الثقفي الصحابي - رضي الله عنه - لأمه، ثم كان كاتبًا لأبي موسى - رضي الله عنه - زمن إمرته على البصرة، وكان من نبلاء الرجال رأيًا وعقلاً وحزمًا ودهاء وفطنة، قال أبو الشعثاء: كان زياد أفتك من الحجاج لمن يخالف هواه. [السير للذهبي (٣/ ٤٩٤ - ٤٩٧)].
(٣) معاوية بن أبي سفيان: أمير المؤمنين ملك الإسلام، كتب الوحي للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وأخته أم المؤمنين أم حبيبة - رضي الله عنهم، عن العرباض سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يدعو إلى السحور في شهر رمضان: هلم إلى الغداء المبارك. ثم سمعته يقول: «اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب». قلت - والكلام للذهبي: وللحديث شاهد قوي. وجمع عمر إمرة الشام كلها لمعاوية وأقره عليها عثمان - رضي الله عنهم، وحسبك بمن يؤمره عمر ثم عثمان على إقليم وهو ثغر فيضبطه ويقوم به أتم قيام، وكان محبَّبًا إلى الرعية، عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: ما رأيت أشبه صلاة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أميركم هذا. يعني معاوية، مات - رضي الله عنه - سنة ستين. [السير للذهبي (٣/ ١١٩ - ١٦٢)].

<<  <   >  >>