للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جعفر (١) سنة سبع وأربعين ومائة، فقدم المدينة فقال: ابعث إلى جعفر بن محمد (٢) من يأتيني به تعبًا، قتلني الله إن لم أقتله. فأمسكت عنه رجا أن ينساه، فأغلظ لي في الثانية فقلت: جعفر بن محمد بالباب يا أمير المؤمنين. قال: ائذن له. فأذنت له، فدخل فقال: السلام عليكم يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. فقال: لا سلَّم الله عليك يا عدو الله؛ تلحد في سلطاني وتبغيني الغوائل في ملكي، قتلني الله إن لم أقتلك.

قال جعفر: يا أمير المؤمنين، إن سليمان أُعطي فشكر وإن


(١) عبد الله بن محمد العباسي: ضرب في الآفاق وطلب العلم، وكان فحل بني العباس هيبة وشجاعة ورأيًا وحزمًا ودهاء وجبروتًا، وكان جمَّاعًا للمال حريصًا تاركًا للهو واللعب، كامل العقل بعيد الغور حسن المشاركة في الفقه، ولكنه يرجع إلى صحة إسلام وتديُّن في الجملة وتصوُّن وصلاة وخير مع فصاحة وبلاغة، وكان يبذل الأموال في الكوائن المخوفة، مات ببئر ميمون قبل أن يدخل مكة سنة ثمان وخمسين ومئة. [السير للذهبي ٧/ ٨٣ - ٨٩].
(٢) الإمام جعفر بن محمد بن علي بن الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب: أحد الأعلام، وأمه هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وأمها هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، ولهذا كان يقول: ولدني أبو بكر الصديق مرتين، ولد سنة ثمانين، وكان يغضب من الرافضة ويمقتهم إذا علم أنهم يتعرضون لجده أبي بكر رضي الله عنه ظاهرًا وباطنًا، هذا لا ريب فيه، ولكن الرافضة قوم جهلة قد هوى بهم الهوى في الهاوية؛ فبعدًا لهم، قال - رحمه الله تعالى: برئ الله ممن تبرأ من أبي بكر وعمر. وعنه قال: إياكم والخصومة في الدَّين؛ فإنها تشغل القلب وتورث النفاق. مات في سنة ثمان وأربعين ومئة. [السير للذهبي ٦/ ٢٥٥ - ٢٧٠].

<<  <   >  >>