للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

واتبع الشهوات (١).

وقد ذكر الإمام أحمد وغيره تفاصيل هذه المناظرة، حيث قال: «وكان مما علمنا من أمر عدو الله جهم أنه كان من أهل خرسان من أهل ترمذ، وكان صاحب خصومات وكلام، وكان أكثر كلامه في الله تعالى. فلقي ناساً من المشركين يقال لهم السمنية، فعرفوا الجهم، فقالوا له: «نكلمك، فإن ظهرت حجتنا عليك دخلت في ديننا، وإن ظهرت حجتك علينا دخلنا في دينك».

فكان مما كلموا به جهما أن قالوا له: ألست تزعم أن لك إلها؟ قال جهم: نعم.

فقالوا له: هل رأيت إلهك؟

قال: لا.

قالوا: فهل سمعت كلامه؟

قال: لا.

قالوا: فشممت له رائحة؟

قال: لا.

قالوا: فوجدت له حساً؟

قال: لا.

قالوا: فوجدت له مجساً؟

قال: لا.

قالوا: فما يدريك أنه إله؟

قال: فتحير جهم، فلم يدر من يعبد أربعين يوما، ثم إنه استدرك حجة مثل حجة زنادقة النصارى وذلك أن زنادقة النصارى تزعم أن الروح التي في عيسى هي روح الله من ذاته، كما يقال: إن هذه الخرقة من هذا الثوب، فدخل في جسد عيسي، فتكلم على لسان عيسي، وهو روح غائب عن الأبصار.

فاستدرك جهم من هذه الحجة، فقال للسمنية: ألستم تزعمون أن في أجسادكم أرواحاً؟

قالوا: نعم.

قال: هل رأيتم أرواحكم؟


(١) ذكر هذا الكلام شيخ الإسلام في التسعينية (١/ ٢٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>