للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجماعة والأثر، وأصحاب الروايات وحملة العلم الذين أدركناهم وأخذنا عنهم الحديث، وتعلمنا منهم السنن، وكانوا أئمة معروفين ثقات، أهل صدق وأمانة، يقتدى بهم، ويؤخذ عنهم، ولم يكونوا أصحاب بدع، ولا خلاف، ولا تخليط، وهذا قول أئمتهم، وعلمائهم، الذين كانوا قبلهم؛ فتمسكوا بذلك، وتعلموه، وعلموه.

قلت: حرب هذا، هو صاحب الإمام أحمد وإسحاق، وله عنهما مسائل جليلة، وأخذ عن سعيد بن منصور، وعبد الله بن الزبير الحميدي، وهذه الطبقة، وقد حكى هذه المذاهب عنهم، واتفاقهم عليها; ومن تأمل النقول عن هؤلاء، وأضعاف أضعافهم من أئمة السنة والحديث، وجده مطابقا لما نقله حرب، ولو تتبعناه لكان بقدر هذا الكتاب مرارا. وقد جمعنا منه في مسألة علو الرب تعالى على خلقه، واستوائه على عرشه، وحدها، سفرا متوسطا; فهذا مذهب المستحقين لهذه البشرى قولا وعملا واعتقادا، وبالله التوفيق. انتهى كلامه من "حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح"، رحمه الله.

قال الشيخ حسن بن حسين: الذي أعتقده، وأدين الله به، وأشهد الله عليه وملائكته، والواقف عليه، هذا، وهو المذهب الصحيح، الذي درج عليه السلف الصالحون، والخلف التابعون. وأبرأ إلى الله مما سواه ولا إله إلا الله عدة للقاه، وصلى الله على سيدنا محمد، وصحبه، ورضي عنهم أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>