للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(جواب الشيخ أبا بطين عن مذهب القدرية والمعتزلة والخوارج)

سئل الشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين رحمه الله تعالى، عن القدرية؟ ومذهبهم؟ والمعتزلة؟ ومذهبهم؟ والخوارج؟ ومذهبهم؟

فأجاب رحمه الله تعالى:

بسم الله الرحمن الر حيم، وبه نستعين، ولا عدوان إلا على الظالمين، كالمبتدعة والمشركين. فسر النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان في حديث جبرائيل الاعتقاد الباطن، فقال: " أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره " ١. والأحاديث في إثبات القدر كثيرة جدا، والقدر الذي يجب الإيمان به، على درجتين:

الدرجة الأولى: الإيمان بأن الله تعالى سبق في علمه ما يعمله العباد، من خير وشر وطاعة ومعصية، قبل خلقهم وإيجادهم، ومن هو منهم من أهل الجنة، ومن هو منهم من أهل النار، وأعد لهم الثواب والعقاب جزاء لأعمالهم، قبل خلقهم وتكوينهم؛ وأنه كتب ذلك عنده، وأحصاه; وأن أعمال العباد تجري على ما سبق في علمه وكتابه.

الدرجة الثانية: الإيمان بأن الله خلق أفعال العباد كلها: من الكفر والإيمان، والطاعة والعصيان، وشاءها منهم. فهذه الدرجة يثبتها أهل السنة والجماعة، وينكرها جميع القدرية; يقولون: إن الله لم يخلق أفعال العباد، ولا


١ مسلم: الإيمان (٨) , والترمذي: الإيمان (٢٦١٠) , والنسائي: الإيمان وشرائعه (٤٩٩٠) , وأبو داود: السنة (٤٦٩٥) , وابن ماجه: المقدمة (٦٣) , وأحمد (١/٢٧ ,١/٥١ ,١/٥٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>