للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكما توسلوا بدعاء العباس بعد مماته صلى الله عليه وسلم.

وكل ذلك في أول الحديث أنه طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له، فدل الحديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم شفع له ودعا له، وإن النبي صلى الله عليه وسلم أمره هو أن يدعو الله تعالى، وأن يسأله قبول شفاعته، وقوله: يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى، خطاب لما ظهر في قلبه، كما نقول في صلاتنا: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، وكما يستحضر الإنسان من يحبه ويبغضه في قلبه، ويخاطبه، وهذا كثير.

وما ذكره من توسل آدم وحكاية المنصور، فجوابها من وجهين: أحدهما: أن هذا لا أصل له، ولا تقوم به حجة، ولا إسناد لذلك. والثاني: أنه لو دل على التوسل بذاته، لا يدل على الاستغاثة به. وأما اشتكاء البعير إليه، فهذا كاشتكاء الآدمي إليه، وما زال الناس يستغيثون به في حياته، كما يستغيثون به يوم القيامة؛ وقد قلنا إنه إذا طلب ما يليق بمنصبه، فهذا لا نزاع فيه؛ والطلب منه في حياته، والاستغاثة به في حياته فيما يقدر عليه، لم ينازع فيه أحد. فما ذكره لا يدل على مورد النِّزاع.

ولكن هذا أخذ لفظ الاستغاثة، ومعناها العام، فجعل يشبه به، وهذا إنما يليق بمن: قال لا يستغيث به أحد حيا،

<<  <  ج: ص:  >  >>