للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَافِرِينَ} ١،

وقال تعالى: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ} ٢، وقال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} ٣. ومن تأمل أدلة الكتاب والسنة، علم علما ضروريا أن الميت لا يطلب منه شيء، لا دعاء ولا غيره.

وأما حديث الأعمى، فليس فيه بحمد الله تعالى إشكال، فإنه إنما توجه بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم وشفاعته في حياته، فإن في الحديث: أنه طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له، فقال: " يا رسول الله: ادع الله أن يعافيني، فقال: إن شئت صبرت فهو خير لك، وإن شئت دعوت. فقال: فادعه، وقال في آخره: اللهم فشفعه في "،

فعلم أنه شفع له، فتوسل بشفاعته، لا بذاته، كما كان الصحابة يتوسلون بدعائه وشفاعته، في الاستسقاء، كما قال عمر: (اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فأسقنا"، معناه: نتوسل بدعائه وشفاعته، ونحن نتوسل إليك بدعاء عمه وشفاعته، ليس المراد أنا نقسم عليك به، وما يجري هذا المجرى مما يفعل بعد موته وفي مغيبه، كما يقوله بعض الناس: أسألك بجاه فلان عبدك ; ويقولون: إنا نتوسل إلى الله بأنبيائه.


١ سورة آية: ٦.
٢ سورة فاطر آية: ١٤.
٣ سورة الجن آية: ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>