للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو كان هذا هو التوسل الذي يفعله الصحابة، لفعلوا ذلك بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يعدلوا عنه إلى العباس، مع علمهم أن السؤال به، والإقسام به، أعظم من العباس، فعلم: أن ذلك التوسل الذي في حديث عمر، والذي في حديث الأعمى، هو ما يفعل بالأحياء دون الأموات، وهو التوسل بدعائهم وشفاعتهم.

فالأعمى طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له أن يرد عليه بصره، فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم دعاء، وأمره أن يسأل الله قبول شفاعة نبيه صلى الله عليه وسلم فيه؛ فقوله في الحديث: (أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة) ، بدعائه وشفاعته، فلفظ التوجه والتوسل في الحديثين بمعنى واحد.

وقوله: (يا محمد يا رسول الله إني أتوجه بك إلى ربي) ، أجاب عنه العلماء: بأن هذا وأمثاله نداء، يطلب به استحضار المنادى في القلب، فيخاطب المشهود بالقلب، كما نقول في صلاتنا: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، ليس المراد سؤاله والاستغاثة به.

الوجه الخامس: أن يقال: هذا الحديث قد رواه النسائي في اليوم والليلة، والإمامان البيهقي وابن شاهين في دلائلهما، كلهم من حديث عثمان بن حنيف، ولم يذكروا فيه هذه الكلمة، أعني قوله: (يا محمد، يا نبي الله) .

<<  <  ج: ص:  >  >>