للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعظم هذا الجهل!

وقد ذكرنا من كلام الله، وكلام رسوله، وكلام شراح الحديث، ما فيه الهدى لمن هداه الله، وبينا أن العصمة شرطها التوحيد، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة؛ فمن لم يأت بهذه الثلاث، لم يكف عنهم، ولم يخل سبيلهم، وقد قال تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} ١.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله " ٢.

وأما كلام الفقهاء، فنذكره على التفصيل إن شاء الله; أما كلام المالكية: فقال الشيخ علي الأجهوري، في "شرح المختصر": من ترك فرضا آخر، لبقاء ركعة بسجدتيها من الضروري، قتل بالسيف حدا على المشهور، وقال ابن حبيب وجماعة خارج المذهب: كفرا، واختاره ابن عبد السلام، انتهى.

وقال في فضل الأذان: قال المازري: في الأذان معنيان، أحدهما: إظهار الشعائر، والتعريف بأن الدار دار إسلام، وهو فرض كفاية، يقاتل أهل القرية حتى يفعلوه،


١ سورة التوبة آية: ٥.
٢ البخاري: الإيمان (٢٥) , ومسلم: الإيمان (٢٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>