للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد صلى الله عليه وسلم: " والشر ليس إليك " ١ يعني ربه، فلا يصح أن يضاف الشر إلى ذاته تعالى، ولا إلى صفاته.

كذلك، يحرم التشاؤم بالأوراد والأدعية المأثورة، لأنه لا شؤم فيها ولا ضرر، بل قد ورد الأمر بها، والحث على المحافظة عليها في المساء والصباح؛ فالاشتغال بها من أعظم ما يستدفع به الشر والبلاء، فضلا عن كونها سببا في حصوله، لأن الدعاء يمنع البلاء بعد انعقاد أسبابه، وفي الحديث " لا يرد القضاء إلا الدعاء " ٢، وقال ابن عباس: "الدعاء يدفع القدر، وهو إذا دفع القدر فهو من المقدر".

وبالجملة: فليس فيما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم ما يكون سببا للشر أصلا، بل كل شر أصاب العبد أو يصيبه في دنياه وآخرته، فسببه الذنوب والمعاصي.

وأما الفوائد، سواء كانت دينية أو دنيوية، فقد استفيدت بطريق مباح، فلا ضرر فيها ولا شؤم؛ فيحرم التشاؤم بها، لأنها من نعم الله على عبده، التي يجب أن تقابل بشكر المنعم بها، لا التشاؤم منها؛ ولهذا شرع سجود الشكر عند تجدد النعم واندفاع النقم، دينية كانت أو دنيوية، عامة أو خاصة، وهكذا في الحكم كل ما يتشاءم به، من دخول بيت أو لبس ثوب أو غير ذلك.

إذا تبين هذا، فلا يجوز إضافة الشؤم إلى عدد أو سنة


١ مسلم: صلاة المسافرين وقصرها (٧٧١) , والنسائي: الافتتاح (٨٩٧) , وأحمد (١/١٠٢) , والدارمي: الصلاة (١٢٣٨) .
٢ الترمذي: القدر (٢١٣٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>