للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَشْعُرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} ١.

وفاعل ذلك أعظم من الذي قبله، لأنه أظهر الخير وحسن القصد، والتقرب إلى الله، وهو بضد ذلك، إنما أبطن الشر وقصد السوء، والتقرب إلى غير الله، وهو نظير إخوانه من المنافقين، والزنادقة الضالين.

فصل: [الذبح عند المريض لغير مقصد شركي]

وإذا عرفت أن الذبح عند المريض، على هذا الوصف الذي ذكرناه، من الشرك المحرم، فاعلم: أن من الناس من يذبح عند المريض لغير مقصد شركي، وإنما يقصد بالذبح التقرب إلى الله بالذبيحة، والصدقة بلحمها على من عنده من الأقارب، والمساكين وغيرهم.

ولا يخفى: أن قاعدة سد الذرائع المفضية إلى الشرك، ودرء المفاسد، يقتضي المنع من فعل ذلك، والنهي عنه، لأن ذلك ذريعة قوية، وفتح باب لفعل الشرك المحرم، لما قد عرَّفناك: أن كثيرا من الناس يذبح عند المريض، لقصد التقرب إلى الجن، ولكنه يخفي قصده عن الناس، خوفا من العقوبة الدنيوية، وبعضهم بين قصده بالذبح، ويظهر نيته لإخوانه، وأخدانه من شياطين الإنس، وهذا يعلمه من عرف أحوال الناس.

وقد حدثني من لا أتهم: أن من هذا الجنس من أتى


١ سورة آية: ٩-١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>