للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صنم كان لهم في الجاهلية، بعث النبي صلى الله عليه وسلم جرير بن عبد الله ليهدمها ; فتبين أن عبادة الشيطان وجدت بعد موته صلى الله عليه وسلم في جزيرة العرب، وتوجد آخر الزمان، بهذه النصوص الثابتة.

وقال: صلى الله عليه وسلم "ل تتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ " ١، وقال: " لتأخذن هذه الأمة مأخذ الأمم قبلها، شبرا بشبر، وذراعا بذراع. قالوا: يا رسول الله، فارس والروم؟ قال: ومن الناس إلا أولئك ".

فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة تفعل كما فعلت الأمم قبلها، اليهود والنصارى، وفارس والروم، وأن هذه الأمة لا تقصر عما فعلت الأمم قبلها، وقال: " لا تزال طائفة من أمتي على الحق، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى وهم على ذلك "٢. نسأل الله أن يجعلنا منهم بفضله ورحمته آمين، والله أعلم.

وأما الجواب عن الحديث المروي، فيمن انفلتت دابته في السفر، أنه يقول: "يا عباد الله احبسوا! " فأجيب بأنه غير صحيح، لأنه من رواية معروف بن حسان، وهو منكر الحديث، قاله ابن عدي ; ومن المعلوم - إن كان الحديث صحيحا - أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يأمر من انفلتت دابته أن يطلب ردها، وينادي من لا يسمع ولا يقدر على ردها، بل نقطع أنه إنما أمره أن ينادي من يسمعه، وله قدرة على ذلك، كما ينادي الإنسان أصحابه


١ البخاري: أحاديث الأنبياء ٣٤٥٦ , ومسلم: العلم ٢٦٦٩ , وأحمد ٣/٨٤ ,٣/٨٩.
٢ البخاري: العلم ٧١ وفرض الخمس ٣١١٦ والمناقب ٣٦٤١ والتوحيد ٧٤٦٠ , وابن ماجه: المقدمة ٩ , وأحمد ٤/٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>