للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالكذب الصريح، ونذكر - إن شاء الله- بعض ما ذكره صاحب الشفاء، من المبالغة في سد الذرائع إلى الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم.

ونحن نشهد الله، وملائكته وجميع خلقه أننا نعتقد أن جميع أهل السماوات والأرض عبيد له مربوبون، فقراء إليه ضعفاء لديه، لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم نفعا ولا ضرا، ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا، وأنه لا غناء لأحد منهم عنه طرفة عين، قال تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً} [سورة مريم آية: ٩٣] ، وقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [سورة فاطر آية: ١٥] .

وقال سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم في الدعاء المشهور: " اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس. أنت ربي ورب المستضعفين. إلى من تكلني "، ومن دعائه صلى الله عليه وسلم: " وأشهد أنك إن تكلني إلى نفسي، تكلني إلى ضيعة وعورة، وذنب وخطيئة؛ وإني لا أثق إلا برحمتك " ١.

ومن دعائه: " اللهم أنت عضدي ونصيري، بك أحول وبك أصول، وبك أقاتل " ٢. وفي الدعاء المأثور في عرفة: " أنا البائس الفقير المستغيث المستجير "، والبائس الذي اشتد به البؤس، وهو شدة الفقر ; وأظن في هذا الجاهل أنه لو يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم غني عن ربه، لم يستعظم هذا القول.

وذكرنا في الجواب الحديث المشهور الذي فيه: " علماؤهم شر من تحت أديم السماء، منهم خرجت الفتنة، وفيهم تعود "


١ أحمد ٥/١٩١.
٢ الترمذي: الدعوات ٣٥٨٤ , وأبو داود: الجهاد ٢٦٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>