للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم عنها"، واستسقى بالعباس ولم يأت إلى قبره صلى الله عليه وسلم ليستسقي لهم ; وكان الناس يجيئون إلى أم المؤمنين عائشة يستفتونها عند قبره صلى الله عليه وسلم، وهو مع ذلك يسمعهم، ويجيبهم لو سألوه على مقتضى زعم الغلاة، هذا من المحال ; بل نهوا عن تحري دعاء الله عند قبره صلى الله عليه وسلم.

ولما رأى علي بن الحسين رحمه الله رجلا، كان يجيء إلى فرجة، كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو، فنهاه، وقال: "ألا أحدثكم حديثا سمعته من أبي عن جدي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا تتخذوا قبري ١ عيدا، ولا بيوتكم قبورا، فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم " فرأي علي بن الحسين رحمه الله: أن ذلك من اتخاذه عيدا.

وروى سهل بن أبي سهيل، قال: "رآني الحسن بن الحسين ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند القبر، فناداني، وهو في بيت فاطمة يتعشى فقال: هلم إلى العشاء ; فقلت: لا أريده ; فقال: ما لي رأيتك عند القبر؟ فقلت: سلمت على النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: إذا دخلت المسجد فسلم ; ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تتخذوا قبري عيدا، ولا تتخذوا بيوتكم قبورا. لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث ما كنتم، ما أنتم ومن بالأندلس إلا سواء " ٢") .


١ وفي رواية "بيتي" أنظر الرد على الأخنائي.
٢ أبو داود: المناسك ٢٠٤٢ , وأحمد ٢/٣٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>