للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال شيخ الإسلام، رحمه الله: فهذا علي بن الحسين، أفضل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من التابعين، نهى ذلك الرجل أن يتحرى الدعاء عند قبره صلى الله عليه وسلم، واستدل بالحديث الذي سمعه من أبيه الحسين، عن جده علي، وهو أعلم بمعناه من غيره ; فبين: أن قصده للدعاء ونحوه، اتخاذ له عيدا، وكذلك ابن عمه الحسن بن الحسن، شيخ أهل بيته، كره أن يقصد الرجل القبر للسلام عليه ونحوه، عند غير دخول المسجد، ورأى أن ذلك من اتخاذه عيدا.

فانظر هذه السنة، كيف مخرجها من أهل المدينة، وأهل البيت رضي الله عنهم الذين لهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم قرب النسب، وقرب الدار، لأنهم إلى ذلك أحوج من غيرهم، فكانوا له أضبط.

قال رحمه الله: ولقد جرد السلف الصالح التوحيد، وحموا جانبه، حتى كرهوا قصد دعاء الله عند قبره صلى الله عليه وسلم فكيف بدعائه نفسه؟! وكان أحدهم إذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وأراد أن يدعو الله، استقبل القبلة وجعل ظهره إلى جدار القبر.

ونص على ذلك الأئمة الأربعة: أنه يستقبل القبلة إذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وأراد أن يدعو الله، لأن الدعاء عبادة ; وفي الترمذي وغيره " الدعاء هو العبادة " ١؛ فجرد السلف العبادة لله، ولم يفعلوا عند القبور إلا ما أذن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من السلام على أصحابها، والاستغفار لهم، والترحم عليهم.


١ الترمذي: الدعوات ٣٣٧٢ , وأبو داود: الصلاة ١٤٧٩ , وابن ماجه: الدعاء ٣٨٢٨ , وأحمد ٤/٢٦٧ ,٤/٢٧١ ,٤/٢٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>