للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

[في قول العراقي: وهذا من باب الكرامة]

قال العراقي: وهذا من باب الكرامة، وتكلم في إثبات الكرامة، وأنها تكون بعد الموت، واستدل بقولة تعالى عن الملائكة: {نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [سورة فصلت آية: ٣١] ؛ ومراد العراقي: أن دعاء الصالحين والاستشفاع بهم وطلب ما لا يقدر عليه إلا الله منهم، من جنس الكرامة المثبتة التي أثبتها أهل السنة.

وهذه طامة عظيمة، وغاية في الجهالة والسفاهة، بل هي من جنس احتجاج النصارى على دعاء المسيح وأمه وعبادتهما، ظنوا أن ما حصل للمسيح ولأمه عليهما السلام، من الكرامات والمعجزات، يبيح لهم دعاءهما وعبادتهما؛ وإذا خاطبت النصراني، سرد عليك من المعجزات والكرامات التي أعطيها المسيح، واحتج بها على دعواه.

وعباد القبور يحتجون في هذا الباب، بما لم يثبت؛ وما ثبت فأكثره دون ما أعطيه المسيح; ومع ذلك، فالاحتجاج به على دعائهم، من جنس حجج النصارى، لا يدل على المدعى; بل غايته أن يدل على علو الدرجة، وصدق الرسالة، أو ثبوت الولاية، إذا اقترن به عمل صالح.

وأما الاستدلال بذلك على أنه يدعى ويرجى، ويشفع وينفع، فهذا من دين النصارى والصائبة، وعباد الأصنام; وهذه الشبهة هي التي أوقعت في الشرك جمهور المشركين;

<<  <  ج: ص:  >  >>