للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن أصل عبادة الأصنام، هو التعلق على الصالحين، وتصوير صورهم وتماثيلهم; بل عباد الكواكب، دعاهم إلى عبادتها: ما أودع الله فيها من الحكم، والمنافع التي ظهرت آثارها في هذا العالم، كما يعرفه من عرف مذاهب القوم.

وطرد الدليل الذي استدل به العراقي، أن يقال بدعاء كل ذي كرامة ومزية، إذا اعتقد أن الفاعل هو الله، ولا يتوجه الإنكار على النصارى، في قولهم: يا عيسى افعل كذا، يا روح القدس، أعطني كذا، يا والدة المسيح اشفعي لنا إلى الإله، لأنه من أولي العزم، ومن أكابر أهل الكرامات; والمسلم إذا تصور هذا، ظهر له ما فيه من الجهل والضلال، بمجرد الفطرة ومعرفة الإسلام.

وأما من رزق الفهم فيما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ووفق للاستدلال بآيات الله ومخلوقاته التي نصبها شاهدة ودالة على توحيده في ربوبيته وإلهيته، فذلك أكمل إيمانا وأتم علما وإيقانا، يرى كفر من تعلق على غير الله، ودعاه فيما يختص بالله، من أوضح الواضحات، وأبين البينات.

قال تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [سورة الشورى آية: ٩] ، استدل بعموم قدرته وإيجاده، وإحيائه الموتى، على وجوب توليه بعبادته وحده لا شريك له; والقرآن والسنة يدلان على هذا، ويقررانه بأنواع الدلالات، وألطف التقريرات.

<<  <  ج: ص:  >  >>