للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقع فيه، من تجويز عبادة الملائكة، والنجوم والأنفس المفارقة; وهذه المسألة غلط فيها كثير من الضالين، مع أن الله تعالى وضحها في كتابه، توضيحا كافيا شافيا; وقد تقدم بعض ذلك قريبا.

والشرك جعْل شريك لله تعالى فيما يستحقه، ويختص به من العبادة الباطنة والظاهرة، كالحب والخضوع، والتعظيم والخوف والرجاء والإنابة، والتوكل والنسك والطاعة، ونحو ذلك من العبادات; فمتى أشرك مع الله غيره في شيء من ذلك، فهو مشرك بربه، قد عدل به سواه، وجعل له ندا من خلقه، ولا يشترط في ذلك أن يعتقد له شركة في الربوبية، أو استقلالا بشيء منها.

والعجب كل العجب أن مثل هؤلاء يقرؤون كتاب الله ويتعبدون بتلاوته، وربما عرفوا شيئا من قواعد العربية، وهم في هذا الباب: من أضل خلق الله وأبعدهم عن فهم وحيه وتنْزيله; ومن الأسباب المانعة عن فهم كتاب الله: أنهم ظنوا أن ما حكى الله عن المشركين، وما حكم عليهم به، ووصفهم به، خاص بقوم مضوا، وأناس سلفوا وانقرضوا، لم يعقبوا وارثا.

وربما سمع بعضهم قول من يقول من المفسرين: هذه نزلت في عباد الأصنام، هذه في النصارى، هذه في الصائبة، فيظن الغمر أن ذلك مختص بهم، وأن الحكم لا يتعداهم; وهذا من أكبر الأسباب التي تحول بين العبد وبين فهم القرآن والسنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>