للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إثبات الكرامة، يقتضي إباحة الدعاء مع الله؛ قال بعض السلف: أنت عند الطاعة قدري، وعند المعصية جبري; أي مذهب وافق هواك تمذهبت به.

ومن العجب أن يقول في هذه الرسالة: سلوني سلوني إن أشكل عليكم شيء; وعندي من النسخ وعندي كذا وكذا، ويطري نفسه إطراء لا يصدر عمن له دين وعقل، أو دراية بشيء من الآداب، والنقل، حتى أنشد في مدح نفسه، قول الشاعر

سلي إن جهلت الناس عنا وعنهم ... فليس سواء عالم وجهول

وما أحسن ما قيل:

إني سألت ولكن لم أجد أحدا ... أثنى عليك ومدح النفس تضليل

ومثل هذا لا يحسن ممن له علم وفضل، أو أدب ينتفع به وعقل، فكيف بمن لا يعلم حقيقة الإسلام؟ ولم يعرف منه ما عرفه آحاد العوام؟! وقد اعترض بعض الجهال على شيخ الإسلام، في بعض تقاريره، فأخطأ الإصابة، ولم يتأدب بحضرة تلك العصابة، وقال له الشيخ: لا أدب ولا فضيلة، وأنى لمثل هذا بالفضل والأدب، وقد عدم العلم الذي هو أصل الفضائل والرتب.

فقر الجهول بلا علم إلى أدب ... فقر الحمار بلا رأس إلى رسن

وهذه الدعوى الكاذبة، يمكن كل أحد أن يدعيها، ولكن

<<  <  ج: ص:  >  >>