للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هيهات هيهات، قد حيل بين النفوس الجاهلة وبين أمانيها، لقول أصدق الورى، ومن لا ينطق عن الهوى: " لو يعطى الناس بدعواهم، لادعى رجال دماء قوم وأموالهم " ١ الحديث.

والله يعلم أني ما رأيت لهذا إصابة قط فيما يدعيه وينفرد به، حتى إنه قال في بدء رسالته وخطبته، في وصف الأرواح: فما تعارف منها في الأزل ائتلف; فزاد في الحديث قوله: في الأزل، وهي زيادة تدل على جهله وكثافة فهمه، فإن الأزل لا وجود للأرواح فيه، فضلا عن أن تتعارف، لأنه اسم لما قبل إيجاد المخلوقات.

[فصل في طلب الشفاعة من الرسول بعد موته عند زيارته]

قال: وقد أجمع الحنابلة وغيرهم، على طلب الشفاعة من الرسول بعد موته عند زيارته.

والجواب أن يقال: هذه دعوى عريضة كبيرة، لا تصدر إلا عن اطلاع كلي، وإحاطة تامة بأقوال أهل العلم، أو عن وقاحة كلية وتهور في الكذب، وإيغال في الافتراء.

ومن المعلوم ضرورة، عند من نظر في كلام هذا من أهل العلم: أنه ليس من القسم الأول، بل هو ممن يجهل الضروريات الإسلامية، والبديهيات الإيمانية اليقينية، مما لا يخفى على عامة المسلمين; فكيف له بمعرفة الإجماع في هذه المسألة؟! والمدعي يطالب بتصحيح دعواه.


١ البخاري: تفسير القرآن ٤٥٥٢ , ومسلم: الأقضية ١٧١١ , والنسائي: آداب القضاة ٥٤٢٥ , وابن ماجه: الأحكام ٢٣٢١ , وأحمد ١/٣٥١ ,١/٣٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>