للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغيره من كتب المالكية; وفي منسك الإمام أحمد مثل هذا; بل كرهوا للرجل من أهل المدينة أن يأتي القبر الشريف كلما دخل المسجد، لأنه محدث لم يفعله أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال مالك: ولن يصلح آخر هذه الأمة، إلا ما أصلح أولها.

وأما من قدم من سفر، أو أراده من أهل المدينة، فرخصوا له في إتيان القبر الشريف للسلام، لأن ابن عمر كان يفعله; قال ابن أخيه عبيد الله بن عمر بن عاصم: لم يفعله أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ابن عمر; وعبيد الله المصغر، من أفضل آل عمر، ومن أعيان وقته ثقة وزهدا وعلما.

وأما دعاؤه وطلب الشفاعة منه صلى الله عليه وسلم بعد موته، فهم مجمعون على المنع منه؛ ولم ينقل عن أحد من أئمة المسلمين لا الأئمة الأربعة، ولا غيرهم ما يقتضي الجواز والإباحة.

قال شيخ الإسلام أبو العباس رحمه الله، والطلب من النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته، وفي مغيبه، ليس مشروعا قط; ولكن كثيرا من الناس يدعو الموتى والغائبين من الشيوخ وغيرهم، فتتمثل له الشياطين، وتقضي بعض مآربه لتضلهم عن سبيل الله، كما تفعل الشياطين بعباد الأصنام وعباد الشمس والقمر، تخاطبهم وتتراءى لهم؛ وهذا كثير يوجد في زماننا، وغير زماننا، انتهى.

وقال الشيخ رحمه الله: وكان الصحابة والتابعون لما كانت الحجرة النبوية منفصلة عن المسجد، إلى زمن الوليد بن عبد الملك،

<<  <  ج: ص:  >  >>