للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالذي أوصي وأذكر وأنصح به جميع إخواني من المسلمين، ومن الولاة والعلماء وأهل الحسبة، وجميع الخاصة والعامة: أن يتقوه تعالى، فإنها هي وصية الله لعباده الأولين والآخرين، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيّاً حَمِيداً} [سورة النساء آية: ١٣١] .

وحقيقة تقوى الله: أن يجعل العبد بينه وبين غضب الله وعقابه، وقاية تقيه ذلك، بفعل الطاعات وترك المعاصي.

فيجب على الولاة تقوى الله وخشيته، فيما ولّاهم الله عليه، من أمر دين المسلمين ودنياهم، كما يجب على العلماء تقوى الله تعالى وخشيته، فيما علمهم من العلم وآتاهم، والعمل بما منّ الله به عليهم من ذلك وحباهم; كما يجب على جميع من ولي أمرا من أمور المسلمين: تقوى الله وخشيته فيما ولي عليه، والنصح في ذلك والأمانة.

ويجب عليهم وعلى سائر المسلمين تقوى الله وخشيته في جميع ما تعبدوا به وخلقوا له، من فعل الطاعات، وترك المعاصي والمنكرات; فأوجب الواجبات: إخلاص العمل لله وحده، وتجريد المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم.

وأعظم المنكرات: الشرك بالله تعالى، والابتداع في الدين بشرع ما لم يأذن به الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>