للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معصيته تعالى ومخالفة أمره، من محق البركات في العلوم، والأعمال، والأعمار، والمكاسب وجميع التصرفات.

ويشمل أيضا: التذكير بأيام الله تعالى في خلقه، وما أحل بمن عصوا رسله من المثلات، وسائر ألوان الأخذ والعقوبات، مما يكون من أعظم واعظ، لمن في قلبه أدنى حياة.

إذا عرف ذلك فإن المعاصي هي أسباب كل نقص وشر وفساد، في الأديان والبلاد والعباد، كما قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [سورة الشورى آية: ٣٠] ، فما أهبط الأبوين من الجنة دار اللذة والنعيم، والبهجة والسرور، إلى دار الآلام والأحزان والمصائب، إلا معصيتهما بأكلهما لقمة من الشجرة التي نهيا عن الأكل منها.

وما أخرج إبليس من ملكوت السماء، وطرده ولعنه، ومسخ ظاهره وباطنه، وجعلت صورته أقبح صورة وأشنعها، وباطنه أقبح من صورته وأشنع، غير معصيته بامتناعه من سجدة واحدة أن يسجدها. وما الذي أغرق أهل الأرض كلهم، حتى علا الماء فوق رؤوس الجبال؟ وما الذي سلط الريح العقيم على قوم عاد، حتى ألقتهم موتى على وجه الأرض، كأنهم أعجاز نخل خاوية؟.

وما الذي رفع قرى اللوطية حتى سمعت الملائكة نباح

<<  <  ج: ص:  >  >>