للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلابهم، ثم قلبها عليهم وأتبعوا بحجارة من سجيل؟ وما الذي أرسل على قوم شعيب سحاب العذاب كالظلل، فلما صار فوق رؤوسهم أمطر عليهم نارا تلظى؟

وما الذي أغرق فرعون وقومه في البحر، ثم نقلت أرواحهم إلى نار جهنم؟ فأبدانهم للغرق وأرواحهم للنار والحرق، إلا المعاصي؛ فإنها هي التي دمرت عليهم، وأصارتهم إلى سوء عاقبة في الدنيا والآخرة.

ومن ثمرات المعاصي: حرمان العلم، وحرمان الرزق، كما في المسند إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ١.

ومنها: وحشة يجدها العبد بينه وبين الله، وبينه وبين الناس، لا سيما أهل الخير منهم، وتعسير أموره؛ فلا يتوجه لأمر إلا وجده مغلقا، أو متعسرا عليه.

ومنها: حرمان الطاعة.

ومنها: ظلمة القلب وجبنه ووهنه، ووهن البدن، وتقصير العمر، ومحق بركته، فإن البر كما يزيد بالعمر، فإن الفجور ينقصه.

ومنها: انسلاخ القلب من استقباحها، فتصير له عادة؛ والمعصية سبب لهوان العبد على ربه، وسقوطه من عينه، وتورث الذل ولا بد، وتفسد العقل، وإذا تكاثرت طبع على قلب صاحبها، وتدخل العبد تحت لعنة الله؛ وتحدث في الأرض أنواعا من الفساد في المياه والهواء، والزروع والثمار، والمساكن والأشجار.


١ أحمد ٥/٢٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>