للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإرشادهم عند الجفوة، وتعليم جاهلهم، وتوقير كبيرهم، والرحمة لصغيرهم.

فالذي أوصي به إخواننا المسلمين، وأحثهم عليه: تقوى الله، ومراقبته، وذلك بالتحرز بطاعة الله عن عقوبته، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.

فإن أكثر الخلق - والعياذ بالله - أعرضوا عما خلقوا له، واشتغلوا بالفاني عن الباقي. وخف على النفوس وقع الأوامر والنواهي، حتى أظلمت والله القلوب من الذنوب: {كَلاّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [سورة المطففين آية: ١٤] .

فقد فشا في الناس كثير من المنكرات، التي نهت عنها الشريعة الإسلامية، كالتهاون بالصلاة مع الجماعة في المساجد، وكالربا، وحلق اللحى، وشرب الدخان، وخروج النساء متبرجات، وكالغش والخيانة، والكذب، والشحناء، وكثرة القيل والقال، إلى غير ذلك مما يطول عده.

فيجب على المسلمين التناصح، والتعاضد، بأن ينصح بعضهم بعضا، تأدية لواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن مراتبه ثلاث: باليد، واللسان، والقلب وهو أضعفها، حتى قال ابن مسعود رضي الله عنه: هلك من لم يعرف المعروف وينكر المنكر بقلبه يشير رضي الله عنه إلى أن معرفة المعروف والمنكر بالقلب فرض لا يسقط عن أحد، فمن لم يعرفه هلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>