للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وناهيك لو قام كل منا بنصيحة الآخر، دعوة، وأمرا، ونهيا، لامتنع فشوّ الشر والمنكر فينا، واستقر الخير والمعروف بيننا؛ وبالإعراض عن ذلك يكثر الشر ويتفاقم الأمر، ويتجرأ الكثير أو الأكثر إلى فعل المنهيات، وارتكاب المحرمات، فتزول وحشتها من القلوب.

ومتى كثر الخبث عم العقاب الصالح والطالح، وإذا لم يأخذوا على يد الظالم، أوشك أن يعمهم الله بعقابه: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [سورة النور آية: ٦٣] .

كيف وباب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قد ذهب معظمه، فما بقي منه إلا رسوم، أو مجرد ادعاء، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وإنه لباب عظيم به قوام الأمر وملاكه، وإنه لمن أعظم منافع الإسلام، وآكد قواعد الأديان، وبه تحيا السنن وتموت البدع، فينبغي لطالب الآخرة، والساعي في تحصيل رضى الله تعالى أن يعتني بهذا الباب؛ فإن نفعه عظيم، لا سيما وقد ذهب معظمه، وأن يخلص نيته لله تعالى، ويوطن نفسه على الصبر، وليثق بالثواب من الله تعالى.

فعند ذلك لا يهاب من ينكر علمه لارتفاع مرتبته، وعلو جاهه، فإن الله يقول: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} [سورة الحج آية: ٤٠] .

وقال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [سورة العنكبوت آية: ٦٩] .

<<  <  ج: ص:  >  >>