هذه البقلة لا تؤهل داراً، ولا تدلي نارا، ولا جارا، وعودها ضئيل، وفرعها ذليل، وخيرها قليل بلدها شاسع ونبتها خاشع، وآكلها جائع، والمقيم عليها قانع، أقصر البقول فرعا، وأهونها قلعا، وأخبثها مرعى فحرمها لجارها وجدعا، إلقوابي أخا عبس أرجعه عنكم بتعس ونكسٍ، وأتركه من أمره في لبس. فغدوا به وقد رجلوا جمته وضفروا شعامها، والبسوه فرد نعل، وكذلك كانوا يفعلون إذا أرادوا الهجاء، والبسوه من ثيابهم ثوبا، ودخلوا به والدارميء بالوفود، والربيع جالس إلى جنب النعمان يأكل معه في لحسةٍ كانت بين يديه ليس يأكل معهما ثالث١١٥ فرجز لبيد فقال:
يا رب هيجا هي خير من دعه ... في كل يوم هامتي مقزعة
نحن بنو أم البنين الأربعة ... نحن خيار عامر بن صعصعة
الضاربين الهام يوم الهيضة ... والمطعمون الجفنة المدعدعه
إليك جاوزنا بلاد مسبعه ... إذ الفلاة أوحشت في المعمعة
فاقبل النعمان عليه مستطرفا لفصاحته مع صغر٠٠٠٠ فقال: