فلما سمع عمرو ذلك، قال لزرارة: ما يقول هذا، قال: إنه عدوي. قال صدقت فأتني ببينة من أمر أخي، قال: نعم فلما كان الليل خرج زرارة فلحق بقومه وهم بالغرابة: وهي ماء بالقرب من اليمامة. وإستبان لعمر أن أخاه قتل فجمع من أطاعه من ربيعة واليمن ورهائن مضر، وسار بكتائبه إلى بني دارم وأقسم ليقتلن منهم مائة. فنزل بأوارة على قوم من الغرابة وهاب الإقدام عليهم فأقام، وهابت بنو دارم الإقدام عليه، فأرسلوا إلى من كان بالقرب منهم من بني تميم أن أنجدونا لنأخذه ونغنم عسكره، فلم ينجدوهم فأقام كل من الفريقين بمكانه. وبلغ عمراً أن بني نهشل من دارم خلوف، فقصدهم مستفرداً لهم وبلغهم مسيره فظعنوا، فلحق في نواحي دارهم نساء وأطفالاً فجمعهم وحفر لهم إخدوداً وجعل يحرقهم، فأتى بالحمراء بنت ضمرة بن جابر فقال: إني أراك حمراء وإني لأحسبك أعجمية فقالت: لا والذي أسأله أن يخفض جناحك، ويهد عمادك ويضع وسادك، ويسلبك ملكك، ما أنا بأعجمية، قال: فمن أنت؟ قالت أنا بنت ضمرة بن جابر ساد معداً كابراً عن كابر. قال: فمن زوجك؟ قالت هوذة بن جرول. قال وأين هو؟ قالت أنك لأحمق، لو علمت مكانه لحال بينك وبيني. قال: وأي رجل هو؟ قالت هذه أشد لحمقك من الأولى أعن هوذة بن جرول تسأل! هو طويل العماد رفيع الوساد طيب العرق سمين المعرق لا ينام ليله، ولا يشبع ليلة يضاف، يأكل ما وجد ولا يسأل عما فقد. فقال لولا إني أخاف