إن المتأمل لتفسير المنار يجد أنه قد تفرد بخصائص كثيرة مما جعل الكثير من الناس يقبل على قراءته ودراسته والعناية به على الرغم من كثرة التفاسير، ولا عجب في ذلك فقد كان الشيخ محمد رشيد رضا عالماً متبحراً في جميع العلوم والفنون سواء الشرعية أو غير الشرعية، وصاحب مادة غزيرة وإلى جانب هذا فقد حباه الله قوةً في التعبير وجمالا في الأسلوب وروعةً في البيان.
ولعل من أهم الخصائص التي اختص بها ما يلي:
[١ - العناية بالتحقيقات اللغوية]
يرى رشيد رضا أنه لا مجال لفهم القرآن وتذوق حلاوته إلا بالإلمام باللغة العربية التي أنزل بها القرآن.
فكان يهتم اهتماماً واسعاً بالتحقيقات اللغوية في تفسيره لبيان مراد الله في كتابه، وتقريب معناه للقارئ.
حيث يقول: «لا يتعظ الإنسان بالقرآن، فتطمئن نفسه بوعده، وتخضع لوعيده إلا إذا عرف معانيه، وذاق حلاوة أساليبه، ولا يأتي هذا إلا بمزاولة الكلام العربي البليغ، مع النظر في بعض النحو كنحو ابن هشام وبعض