للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«ذلك عند نزول عيسى بن مريم عليه السلام، لا يبقى أحد من أهل الكتاب إلا ليؤمن به». (١)

قال بن كثير: «ولا شك أن هذا هو الصحيح؛ لأنه المقصود من سياق الآي في تقرير بطلان ما ادعته اليهود من قتل عيسى وصلبه، وتسليم من سلم لهم من النصارى الجهلة ذلك، فأخبر الله أنه لم يكن الأمر كذلك، وإنما شبه لهم، فقتلوا الشبه وهم لا يتبينون ذلك، فأخبر الله أنه رفعه إليه، وأنه باق حي، وأنه سينزل قبل يوم القيامة، كما دلت عليه الأحاديث المتواترة التي سنوردها إن شاء الله قريبا، فيقتل مسيح الضلالة، ويكسر الصليب ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، يعني: لا يقبلها من أحد من أهل الأديان، بل لا يقبل إلا الإسلام أو السيف، فأخبرت هذه الآية الكريمة أنه يؤمن به جميع أهل الكتاب حينئذ ولا يتخلف عن التصديق به واحد منهم». (٢)

[أدلة نزوله من السنة]

وجاءت في السنة أحاديث كثيرة تدل على نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان منها:

١ - عن النواس بن سمعان قال ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل، فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا، فقال «ما شأنكم». قلنا يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه


(١) تفسير ابن جرير الطبري (٦/ ١٨).
(٢) تفسير ابن كثير (١/ ٥١٤).

<<  <   >  >>