للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن حديث الجساسة من أمور الغيب والدين، فيلزم نفسه بأن يقول بأنه - صلى الله عليه وسلم - معصوم فيما نقله عن تميم وهو لا يريد هذا.

ولهذا قال: «إن ما قالوه في العصمة» أي عصمته - صلى الله عليه وسلم - من الخطأ والزلل فيما ينقله عن ربه «لا يدخل فيه هذا» أي لا يدخل في مسألة العصمة من الخطأ والزلل حديث الجساسة، أي يحتمل أن تميم كذب على النبي - صلى الله عليه وسلم - والنبي - صلى الله عليه وسلم - صدقه. وهذا كله تناقض في إيراد الاستشكالات والتساؤلات سببه محاولة إثبات أن الحديث مصنوع بأي وسيلة، واستشكال ما ليس بمشكل والله المستعان.

[خاتمة رأي رشيد رضا، في أحاديث الدجال]

بعد ما ذكر الشيخ رشيد رضا الاستشكالات والتساؤلات التي ترد على الأحاديث الواردة في خروج المسيح الدجال وحديث الجساسة، والتي حاول من خلالها التشكيك في صحة تلك الأحاديث ثم حكم عليها بالأخير بأنها مصنوعة ومكذوبة لأنها كما يقول «تتعارض تعارضاً كثيراً يوجب تساقطها». (١)

حيث ختم حديثه بقوله: «بمثل هذه الخرافات كان كعب الأحبار يغش المسلمين ليفسد عليهم دينهم وسنتهم، وخُدع به الناس لإظهاره التقوى ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».

ثم يتابع فيقول: «وجمله أخبار الدجال قالوا إنها متواترة يعنون التواتر المعنوي، وهو أن لها أصلاً وإن لم يتواتر شيءٌ من روايتها».


(١) تفسير المنار (٩/ ٤٨٩).

<<  <   >  >>