للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالدعاء والنذور والقرابين، ويستلزم هذا عدم اكتفائهم برحمته» وقال: إن الاكتفاء بذكر الوحدة والرحمة على الوجه الذي قررناه في تفسير الآية ظاهر لا تطلب البلاغة غيره، لأن الوحدة تذكر أولئك الكافرين الكاتمين للحق بأنهم لا يجدون ملجأ غير الله يقيهم عقوبته ولعنته، وذكر الرحمة بعدها يرغبهم في التوبة ويحول دون يأسهم من فضل الله بعد إيئاسهم ممن اتخذوهم شفعاء ووسطاء عنده». (١)

[ثانيا: عدم اللجوء إلى تأويل الصفات]

فمنهج الشيخ رشيد رضا في آيات العقيدة، أن لا يلجأ إلى تأويل آيات الصفات مختاراً بذلك رأي ابن تيمية ومدافعاً عن نهجه. (٢)

إلا أنه نسب إلى ابن تيمية أنه يقول بأن آيات الصفات من المتشابهات (٣)، وهذا خطأ من الشيخ، فابن تيمية ينفي التشابه عن آيات الصفات ويرى أنها معقولة المعنى مجهولة الكيف. (٤)

فيقول عند تفسيره لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٨٠)}. (٥)


(١) انظر تفسير المنار (٢/ ٥٥ - ٥٧).
(٢) انظر تفسير المنار (٣/ ١٧٢) و (٧/ ٣٣٦) و (٧/ ١٤٤).
(٣) نفس المصدر (٣/ ١٦٥).
(٤) انظر موقف ابن تيمية من المتشابهات في القرآن من كتاب «الإمام ابن تيمية وموقفه من قضية التأويل» ص ١٦٤.
(٥) الأعراف ١٨٠.

<<  <   >  >>