للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتكون العين اليسرى التي عليها ظفرة غليظة، وهي الطافية - بلا همز - معيبة أيضا، فهو أعور العين اليمنى واليسرى معاً فكل واحدة منهما عوراء، أي معيبة، فإن الأعور من كل شيء المعيب، لا سيما من يختص بالعين، فكلا عيني الدجال معيبة عوراء، إحداهما بذهابها، والأخرى بعيبها.

قال النووي في هذا الجمع: «هو في نهاية من الحسن». (١) ورجحه أبوعبد الله القرطبي. (٢)

[الحكمة من عدم ذكره بالقرآن؟]

ورد فيما ذكرنا في الأحاديث السابقة أن الدجال أعظم فتنة خشي النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته منها حتى أنه حذرنا منه - صلى الله عليه وسلم - أشد التحذير.

ولذا حذر جميع الأنبياء أممهم منه.

وأمرنا - صلى الله عليه وسلم - أن نستعيذ من فتنة المسيح الدجال في آخر كل صلاة، وما ذلك إلا لعظم فتنته على البشر.

ثم إنه قد ذكر الله عز وجل في القرآن عددا من أشراط الساعة الصغرى والكبرى، مثل انشقاق القمر فقال: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١)}. (٣)

ويأجوج ومأجوج فقال: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (٩٦)}. (٤)


(١) انظر شرح النووي لمسلم (٢/ ٢٣٥).
(٢) التذكره صـ ٦٦٣.
(٣) القمر ٢.
(٤) الأنبياء ٩٦.

<<  <   >  >>