للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وخروج الدابة فقال: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (٨٢)} (١) وغيرها.

ومع ذلك لم يذكر الله سبحانه وتعالى المسيح الدجال صراحة باسمه في القرآن فما الحكمة من ذلك؟ !

في الحقيقة أنه حاول كثير من أهل العلم الإجابة عن هذا التساؤل فكان بعضهم أقرب إلى الصواب من بعض، وقد حاول الحافظ ابن حجر في الفتح الإجابة على هذا التساؤل.

حيث قال: «اشتهر السؤال عن الحكمة في عدم التصريح بذكر الدجال في القرآن مع ما ذكر عنه من الشر وعظم الفتنة به، وتحذير الأنبياء منه، والأمر بالاستعاذة منه في الصلاة، وأجيب بأجوبة به أحدها أنه ذكر في قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا}. (٢)

فقد أخرج الترمذي وصححه عن أبي هريرة رفعه: «ثلاثٌ إذا خرجن لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، الدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها».

الثاني، قد وقعت الإشارة في القرآن إلى نزول عيسى بن مريم في قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} (٣) وفي قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ}. (٤)


(١) النمل ٨٢.
(٢) الأنعام ١٥٨.
(٣) النساء ١٥٩.
(٤) الزخرف ٦١.

<<  <   >  >>