من الآثار الفكرية الناتجة عن رد رشيد رضا للأحاديث الواردة في أشراط الساعة الكبرى هو أحياء تراث المعتزلة، القائم على تقديم العقل والبراهين والحجج العقلية على النقل، ورد النصوص النبوية باستنتاجات واستشكالات واعتراضات عقلية.
والمتأمل لمنهج رشيد رضا في التعامل مع النصوص النبوية، القائم على رد جملة من الأحاديث النبوية الصحيحة الصريحة المتواترة الثابتة بأصح كتب الحديث، وبأصح الأسانيد، والتي شهد بصحتها كبار الحفاظ والمحدثين، لا شيء إلا لأنها لا توافق العقل أو تخالف منهجه العقلي، يجزم أن منهجه في التعامل مع النصوص النبوية هو منهج المدرسة العقلية القديمة «المعتزلة». وذلك أنهم كانوا يردون كل حديث يرون أنه يصطدم مع العقل أو أن العقل لا يقبله، مع حرصهم على تحكيم العقل وتقديمه على النص الشرعي في الاعتبار والاستدلال في أصول العقيدة ونصوصها دون اعتبار للوحي ولا تسليم للنص المعصوم ولا احترام لما ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأحاديث الصحيحة.
ويقول أستاذه محمد عبده مدافعاً عن منهج المعتزلة: «اتفق أهل الملة الإسلامية إلا قليلاً ممن لا ينظر إليه، على أنه إذا تعارض العقل والنقل أخذ