للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأعظم فوائدة كلها الفائدة الروحية التعبدية المقصودة بالذات وهي أن يصوم لوجه الله تعالى، كما هو الملاحظ في النية على ما قدمناه ومن صام لأجل الصحة فقط فهو غير عابد لله تعالى في صيامه، فإذا نوى الصحة مع التعبد كان مثابا كمن ينوي التجارة مع الحج، فإنه لولا العبادة لاكتفى بالجوع والحمية وآية الصيام بهذه النية والملاحظة التحلي بتقوى الله تعالى وما يتبعها من أحاسن الصفات والخلال وفضائل الأعمال». (١)

[٤ - ابتعاده عن الإسرائيليات]

كان رشيد رضا من أشد الناس محاربة للإسرائيليات والتحذير منها. وبيان خطرها في تفسيره، متبعاً بذلك منهج شيخه محمد عبده الذي كان حريصاً على تنقيه التفسير من هذه الإسرائيليات.

حيث يقول: «وقد قلت لكم غير مرة إنه يجب الاحتراس في قصص بني إسرائيل وغيرهم من الأنبياء، وعدم الثقة بما زاد على القرآن من أقوال المفسرين والمؤرخين، فالمشتغلون بتحرير التاريخ والعلم اليوم يقولون معنا إنه لا يوثق بشيء من تاريخ تلك الأزمنة التي يسمونها أزمنة الظلمات، إلا بعد التحري والبحث واستخراج الآثار، فنحن نعذر المفسرين الذين حشوا كتب التفسير بالقصص التي لا يوثق بها، لحسن قصدهم، ولكننا لا نعول على ذلك بل ننهي عنه، ونقف عند نصوص القرآن لا نتعداها، وإنما نوضحها بما يوافقها إذا صحت روايته». (٢)


(١) تفسير المنار (٢/ ١١٩).
(٢) تفسير المنار (١٠/ ٣٤٧).

<<  <   >  >>